يبحث عنها الكثير بل لا أبالغ إن قلت يبحث عنها البشر أجمعين , يطلبونها وويسعون لها ,
ولكن لا يحصلها إلا القليل ,
فأردت أن أبحث عن الأسباب التى يسعى وراءها هؤلاء ...
حديثى عن :
((السعادة ))
يا لها من كلمة فى الحروف قليلة لكنها فى المعانى عظيمة , وهى والله نعمة جليلة وجميلة ,
إذ أن من معانيها :أنها طمأنينة في القلب، انشراح في الصدر، هدوء البال وراحة الضمير, وصفاء النفس,
ولكنها اختفت من معظم بيوتنا , وأصبحنا لا نراها كثيرا فى حياتنا ,
فتفكرت فى أسباب تحصيلها وكيف يستطيع المرء العيش بها ...
فسألت فى ذلك كثيرا وقلت : أين نجد السعادة ؟؟؟
قالوا : فى المال , قلت : لا , قالوا : بلى , من أوتى المال لا يكدر صفو عيشه شىء,
قلت : لا يجلب المال وحده السعادة...
وقال آخرون :هى فى تحقيق الأحلام , قلت : كيف ؟ , قالوا : إن المرء إذا حلم بأشياء وسعى لها وتحققت حصل السعادة ,
قلت : وإن لم تتحقق إذن...؟؟؟!
ما كل ما يتمناه المرء يدركه ... تأتى ارياح بما لا تشتهى السفن
وهناك من قالوا : فى الزواج , قلت : لما ؟ , قالوا : إن تزوج المرء بمن يحب عاشوا حياة سعيدة ,
قلت : لا يستطيع الحب وحده أن يصمد أمام ضغوط الحياة ...
تباينت الآراء , واختلفت الأشياء , ولكن اجمل ما سمعت عندما سألت فتاة وكان ردها ...
قالت : فى الجنة , قلت : بل أريد السعادة فى الدنيا , قالت : عندما أرى النبى فى المنام , وأزور بيت الله الحرام ,
قلت : نِعم ما قلتِ , لكن هناك أسمى من ذلك ...
لا تستطيع هذة الأسباب جلب السعادة , تحيرت فى الشىء الذى يجلب السعادة فهدانى الله -عز وجل - إلى شىء واحد تكون السعادة فيه ,
ألا وهو
*حب الله *
نعم , فماذا فقد من وجد الله , وماذا وجد من فقد الله ,
إن المحب لله لا ينغص عيشه شىء , ولا يكدر صفوه شىء ,
إذ انه يعيش هادىء النفس , منشرح الصدر ,
واذا أصابه شىء علم انه من حبيبه ,
قال الحبيب -صلى الله عليه وسلم - "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس هذا إلا للمؤمن , إذا أصابته سراء شكر فكان خيرا له , وإذا اصابته ضراء صبر فكان خيرا له "
قد يقول قائل :كلنا نحب الله ؟؟!!
أقول له ...أقصد المحبة الحقيقة ولها شروط :
ا- أن تقهر محبة الله كل محبة فى قلبك , فتحب الله بكل قلبك , لا تتشارك محبة احد آخر مع محبة الله
ب- أن يسبق حب الله كل حب سواه , يسبق حبك لنفسك ويسبق حبك لاى أحد آخر
جـ-أن تكون كل المحاب تابعة لحب الله , يعنى تحب زوجتك لأن الله رزقك بها لتقوم على شئونك , وعلى هذا تقيس باقى المحاب
هذة هى السعادة فى وجهة نظرى وليست فى الدنيا فقط بل فى الدنيا والآخرة ...
فيا من تبحث عن السعادة , علينا أن نحقق الحب لله أولا ثم سنجدها تملأ حياتنا ,
وأخيرا يبدأ حبنا لله من النظر الى نعمه علينا وتقصيرنا فى شكر هذة النعم ...هذة الخطوة الأولى
أرجو ان أكون أجملت فى الخطاب,
وأعتذر منكم إن كنت أطلت ,
اللهم ارزقنا السعادة فى الدنيا والآخرة